شدد كاتبان على ضرورة العمل على تعميق التسامح في المجتمع، ودعيا إلى ضرورة ممارسة نقد الذات للتخلص من الأفكار والسلوكيات المعيقة للتعايش، مضيفا أن الأديان تلعب دورا في تأكيد مفهوم التسامح من خلال النصوص المكررة التي وردت في مختلف المصادر الدينية، وقالا، خلال ندوة بمناسبة اليوم العالمي للتسامح واليوم العالمي للشباب بعنوان «التسامح من منظور مجتمعي» بمنتدى الثلاثاء الثقافي، ليس هناك دين لا يدعو للتسامح باعتباره صفة فطرية، معترفين بوجود جدل كبير حول قراءة النصوص الدينية لدى المسلمين حول أفكار التطرف وتعارض ذلك مع الدعوة إلى التسامح. وبدأ الكاتب مجتبى عمير حديثه بتفكيك مفهوم التسامح والفهم السائد في المجتمع حوله، منطلقا من الحديث عن حدة الأزمات القائمة في المجتمع كالطائفية والكراهية والتعصب والتشدد، كونها معيقة لاستقرار المجتمع وتقدمه. وتحدث عن مسؤوليات الشباب في هذا المجال التي من أبرزها المساهمة في خلق مجتمع أفضل وأكثر انسجاما وتماسكا للوقوف أمام المشكلات والتحديات التي تتراكم بصورة مستمرة وذلك من خلال تقديم مقاربات ومساهمات إيجابية وعملية. بدوره طرح الكاتب علي سليس، في كلمته العديد من الاستفهامات غير المحسومة حول التسامح وأثره وموقعه في الحياة العامة، مشيرا إلى علاقة القوة أو الضعف بسلوك التسامح، متسائلا أن الضعيف عادة -فردا أو جماعة- هو من يبدي استعدادا أكبر للتسامح، وأن التسامح يعتبر في بعض الأحيان سمة ترتبط بالزمن القديم والأجيال السابقة، متسائلا عن الأسباب التي قد تجعل من قيمة التسامح تبدو أقل مما كانت سابقا، هل هو زيادة وعمق الوعي أم التحولات الاجتماعية أم غيرهما، مضيفا أن «البسطاء» يبدون أكثر استعدادا للتسامح من الواعين.